الجمعة، 13 نوفمبر 2009

أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ

الحمد لله وحده , والصلاة والسلام على من لا نبي بعده . أما بعد .

فإلى كل طائفة على وجه الأرض تشهد أن لا إله إلا الله , وأن محمداً عبده ورسوله , وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج بيت الله الحرام .

إلى كل طائفة تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .

إلى كل سلطان يحكم بما أنزل الله .

إلى كل مؤمن يؤمن أنه سوف لن يسأل في قبره إلا عن ثلاث .

مَن ربك ؟ ما دينك ؟ مَن نبيك ؟

وقبل أن أقول : تعالوا إلى كلمة سواء

قال -تعالى -: ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) )) سورة النور

فتعالوا أيها المؤمنون إلى كلمة سواء

قال – تعالى - : وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ
وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)

وإن أول ما يجب أن نتوقف عنده لنكون في صف الله ونطفئ نار الحرب التي توقدها يهود .

هو الأخذ بالحديث عن (عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ وَيُونُسُ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ :ذَهَبْتُ لِأَنْصُرَ هَذَا الرَّجُلَ فَلَقِيَنِي أَبُو بَكْرَةَ , فَقَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قُلْتُ : أَنْصُرُ هَذَا الرَّجُلَ. قَالَ : ارْجِعْ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ –يَقُولُ : (( إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ , هَذَا الْقَاتِلُ , فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ ؟! قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ )). من صحيح البخاري(1)

لذا فإنه لا بد أن يوضع السلاح بين المسلم والمسلم , وتوقف الحرب هنا أو هناك ,أياً كان السبب ثم يبحث الخلاف , فإن كانت هذه قد فاتتنا – أمة محمد - فلا يفوتنكم


 

قول الله – تبارك وتعالى -:

(( الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ
بِمِثْلِ
مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ))
(194) سورة البقرة

وقال أيضا - عز من قائل -:

(( وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) ))سورة النحل


 

هذا إذا أردنا أن نبقى في صف الله عز وجل , ويبقى معنا ' لأنه القائل – وقوله الحق - :(ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ
(60) سورة الحج .

ونحن في هذا الوطن الغالي - على نفوس المسلمين كافة – وتحت قيادة حكيمة مؤيدة بالحق من الحق ما دامت على الحق , قد اعتدنا منها وقفة الإصلاح بين طوائف المسلمين في العالم الإسلامي طوال تاريخها . بل إن قائدنا وفقه الله وحفظه لَيعفو ويجلس للتحاور مع من أراد به السوء . نسأل الله أن يجعل مواقفه السامية تلك في ميزان حسناته , وخالصة لوجه الله .

فعلاما تجترنا طائفة صغيرة - همت بما لم تنل - إلى مستنقع من دماء المسلمين نمرغ بها تاريخنا في الدنيا والآخرة . لا كسب لنا فيها وإن حققنا نصرا ميدانيا على الأرض . لا سيما وقد صرخوا بنا : أن قفوا .

فلعلهم قد فاءوا .

((يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا))

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله , والحمد لله على آلائه

=========== ==========

(1) وورد في صحيح مسلم وفي سنن أبي داود والنسائي وابن ماجة وفي مسند الإمام أحمد وفي السنن الكبرى للبيهقي ومصنف عبدالرزاق وصحيح ابن حبان


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق